ماري جوزيه مشرف: ظلمتي نورٌ أقوى من أيّ نور

ماري جوزيه مشرف ماري جوزيه مشرف | مصدر الصورة: ماري جوزيه مشرف

يحلّ أحد الأعمى هذا العام في 6 أبريل/نيسان. في هذه المناسبة تطلّ عبر «آسي مينا» ماري جوزيه مشرف لتُشاركنا اختبارها النورانيّ؛ هي فتاة كفيفة تتميّز بصوتها الجميل وبتسلّحها بقوّة المسيح في مواجهة الصعاب والانتصار عليها.

تقول مشرف: «حين أبصرتُ نور الحياة، وُضِعتُ في الحاضنة المتخصّصة أو العناية المكثّفة. كان جهاز التنفّس فيها قويًّا إلى درجة أنّه أثّر سلبًا في عينَيّ، فأدّى ذلك إلى ضرب الشبكة، وهكذا أصبحتُ كفيفة. بدأتُ أكبر مع هذا الواقع، وما ساعدني على استيعابه هو تعامل أسرتي معي، فكانت تدعمني وتُشعرني باستمرار بأنّني غير مختلفة عن الآخرين».

وتضيف: «كلّ هذه الأمور عزّزت ثقتي وجعلتني أنضج وأتحصّن بقوّة الدفاع عن نفسي وأكافح في سبيل تحقيق أحلامي، وأهمّها عشقي للموسيقى الذي كرّستُ له المساحة الأكبر من حياتي».

وتُخبر: «حين بلغت الثالثة من عمري، دخلت إلى المدرسة اللبنانية للضرير والأصمّ في منطقة بعبدا، وبدأتُ أبني فيها عالمي وأُكوِّن صداقات. في سنوات طفولتي الأولى، كنتُ طفلة شقيّة جدًّا، لكن بعد ذلك تحوّلتْ شخصيّتي وأصبحتُ خجولة».

وتردف: «في الحادية عشرة من عمري، عشتُ تجربة جديدة في المدرسة، إذ انتقلت إلى القسم الداخليّ فيها. هذا الأمر أدّى إلى تبدّل جذريّ في شخصيّتي، إذ لم يعد بإمكاني أن أرى أمّي كلّ يوم. وحين كنتُ أواجه مشكلات، تعلّمتُ كيف أعالجها بمفردي من دون أن أخبر أمّي كي لا أزيد قلقها، هي الحزينة لابتعادي عنها».

وتؤكّد مشرف: «أشعر بحضور الله معي في كلّ وقت، وكلمته تُرافقني. عندما أواجه تحدّيات، أحاول الجلوس بمفردي كي أمنح ذاتي مساحة تفكير وتأمّل، بعيدًا من تأثير الآخرين. فأنا عرفتُ الكثير من الغدر والخيانة، على الرغم من أنّي ما زلت صغيرة».

وتواصل حديثها: «لذا، أتّكل على الله وأسلّمه أمري، وأثق في أنّني بقوّته سأتخطّى مشكلاتي. الحياة ستستمرّ، والمصاعب لن تنتهي، فمن المهمّ أن أتابع رحلة الوجود بكلّ عزيمة، حتّى أتمكّن من السير فوق جراحي من دون أن أقع أرضًا».

ماري جوزيه مشرف. مصدر الصورة: ماري جوزيه مشرف
ماري جوزيه مشرف. مصدر الصورة: ماري جوزيه مشرف

فعل صلاة وشكر

وتقول: «أحبّ كثيرًا القدّيس شربل والقدّيسة رفقا، وأطلب شفاعتهما وصلاتهما معي، لكن في أوقات كثيرة أصلّي مع العذراء، أو أرفع صلاتي مباشرة إلى الربّ».

وتُكمل: «أشكر الربّ أوّلًا على نعمة صوتي الجميل، وعلى عائلتي، فنحن ما زلنا بخير ونحظى بنعمة العيش الكريم، على الرغم من كلّ الظروف الصعبة التي عرفناها في لبنان. وأكثر ما أشكر ربّي عليه هو أنّني كفيفة، فظلمتي نورٌ وأقوى من أيّ نور. هل هناك أجمل من أن أرى الأشياء بحسب مخيّلتي، وليس كما يصفها لي الآخرون؟».

وتختم مشرف: «أسأل كلّ كفيف أن يشكر الله على نعمة الظلمة وأن يتسلّح بالقوّة، ليؤكِّد بذلك أنّه قادر على تحقيق كلّ ما يريد، وأنّه لا يختلف عن الآخَر الذي يرى بِعَينِ الجسد فيما هو يرى بعين بصيرته».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته